تزامناً مع احتفاء الدولة بيوم المرأة الإمارتية التي تكرم المرأة وتبرز إنجازاتها ودورها الفاعل في المجتمع، صرح المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي الدكتور عمر محمد الخطيب، بأن مكانة المرأة في الإسلام محفوظة ، حيث مكن الإسلام المرأة قبل صدور القوانين والتشريعات، وحظيت بحقوق ومكتسبات لم تحظ بها في أي دين من الأديان.
وقال: ولقد كرم الإسلام المرأة وستظل عزيزةً كريمةً مباركةً في ظل شريعة الإسلام السمحة، وأعطاها حقوقاً كانت تفتقدها قبل الإسلام، كما منحها حقوقاً لم تمنحها لها الأديان الأخرى، فحرم قتلها كما كان في الجاهلية فقال تعالى: «وإذا الموؤودة سئلت بأى ذنب قتلت» أية (8)سورة التكوير، وجعل الإسلام جَزاء من يربّى البنات ويُحسن فى تربيتهنّ جزاءً عظيماً وهو الجنّة.
وبين أنه قبل الإسلام لم يكن للمرأة اية حقوق ولا واجبات فكانت لا تورث ولا ترث، وكانت تُنهب بل وتوأد خشية العار في الجاهلية.
وجاء الإسلام وجعلها مساوية للرجل في الحقوق والواجبات، على ما ميزها به من الفضل في تربية النشأ وصناعة الأجيال، فهي الأم والأخت والزوجة والبنت والجدة، ولها من الحقوق المعنوية مثل مالها من الحقوق المادية فلها من الحب والتقدير والبر والاحترام، ولها حق الميراث وغيرها حسب ما ورد في الشرع ، كما أوصى الإسلام بالإحسان إلى المرأة، وأوجب على الزوج إكرامها والإنفاق عليها حتى لو كانت صاحبة مال، وأيا كان موقعها، وجعل مقياس الخَيْر فى الرَّجل بمقدار خَيره مع أهله، كما أعطاها حق ضرورات العيش من ملبس ومأكل ومسكن وعشرة حسنة، وأثبت لها مهرها وكل حقوقها وكذلك وأعطاها الإسلام حق المشورة فى الزواج واختيار شريك الحياة وسؤالها عن رأيها، والاهتمام بموافقتها.
وأضاف: ما تضمنه الإسلام من قيم إنسانية نبيلة وتكريم للبشرية نساء ورجالا هي دعوة ملحة إلى الارتقاء بتلك البشرية لتبلغ أسمى مراتب الإنسانية.
وفوق كل هذا أعطى الإسلام المرأة حقها فى طلب العِلم، والحق فى العمل، وهذا مما حُرمت منه فى الجاهليّة، وفى الحضارات القديمة، كما أنّ لها الحق فى البيع، والشّراء، وامتلاك العقارات، والمساهمة فى التِّجارة.
وتتوالى نصوص الكتاب والسنة لتثبت للمرأة كامل حقوقها، فالمرأة فى الإسلام شريكة الرَّجُل فى عِمارة الكون، وشريكته فى العبوديّة لله دون فرقٍ بينهما فى عموم الدِّين: وفى التَّوحيد، والاعتقاد، وحقائق الإيمان، والثَّواب والعِقاب، وفى الحقوق والواجبات. ولقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع المثل في العدل والإحسان والصبر، في معاملة زوجاته أمهات المسلمين.
تمكين المرأة في ظل القوانين والتشريعات:
وتابع الخطيب تعد دولة الإمارات العربية اليوم نموذجاً عالمياً رائداً في حماية حقوق المرأة، بفضل البيئة التشريعية الداعمة لها المتمثلة بالدستور وسلسلة القوانين الاتحادية والقرارات الوزارية والمحلية التي كفلت تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، بالإضافة إلى الآليات الوطنية وجهات الدعم المتمثلة في مؤسسات تمكين المرأة، وعلى رأسها الاتحاد النسائي العام ومجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين اللذين كان لهما الدور الأكبر في تذليل الصعوبات أمام نهوض وتمكين المرأة، عبر إطلاقها البرامج والمبادرات التي ساهمت في بناء قدرات المرأة في مختلف المجالات، حتى وصلن إلى مرحلة من النضج تفتخر بها الدولة، فمنهم الأم، والزوجة ، والأبنة ، والموظفة ، والمديرة ، والسفيرة ، والوزيرة ، بل ومن يمثل رئاسة المجلس الوطني بالدولة.