في إطار تعزيز ثقافة العطاء والعمل الخيري خلال شهر رمضان المبارك، أطلقت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي النسخة الثالثة من مبادرة “خطوة حياة”، ضمن "رمضان في دبي" حيث تعد المبادرة نموذجًا للتضامن المجتمعي الذي يترجم خطوات المشاركين إلى دعم حقيقي لأصحاب الحاجة، من خلال آلية مبتكرة تعتمد على قياس عدد الخطوات عبر وتحويلها إلى مساهمات خيرية، إذ يعود ريع المبادرة إلى وقف الأب.
وتقوم المبادرة على مبدأ التنافس بين عشرة أحياء سكنية في إمارة دبي، حيث يتيح التطبيق للمشاركين تتبع خطواتهم اليومية وإضافتها إلى رصيد فرقهم المجتمعية، ليتم في نهاية الشهر تكريم الفريج الذي يحقق أعلى عدد من الخطوات، غير أن القيمة الحقيقية للمبادرة تكمن في أثرها الإنساني الممتد، إذ تسهم هذه الخطوات الجماعية في تقديم دعم ملموس للفئات المحتاجة عبر شراكات استراتيجية مع مؤسسات خيرية فاعلة، كان من أبرزها خلال العامين الماضيين مؤسسة الجليلة، التي استفادت من التبرعات الناتجة عن هذه المبادرة في دعم ذوي الحاجات وأصحاب الهمم.
وأكد محمد مصبح ضاحي، المدير التنفيذي لقطاع العمل الخيري والمنسق العام لمبادرة رمضان في دبي، أن مبادرة “خطوة حياة” تعكس جوهر التكافل الذي يتميز به المجتمع الإماراتي، مشيرًا إلى أن الفكرة الأساسية للمبادرة تتجاوز البعد الرياضي لتصبح رسالة أمل تعزز مفهوم العطاء المستدام، مضيفا: “قد تبدو الخطوة صغيرة في مظهرها، لكنها تحمل في مضمونها أثرًا كبيرًا، فهي تدمج بين الرياضة والعمل الخيري، مما يخلق وعيًا مجتمعيًا بأهمية العافية الشاملة، ويحول النشاط البدني اليومي إلى مساهمات ذات بعد إنساني حقيقي. المبادرة امتداد لمسيرة النجاح التي تحققت خلال العامين الماضيين، حيث أسفرت عن تبرعات سخية انعكست بشكل مباشر على حياة العديد من المستفيدين.”
وتدعو دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري جميع أفراد المجتمع للمشاركة في “خطوة حياة” عبر تطبيق STEPPi، والمساهمة في تحقيق أهداف المبادرة من خلال تحويل خطواتهم اليومية إلى دعم حقيقي للمحتاجين، في تأكيد على أن العطاء يمكن أن يكون جزءًا من الممارسات اليومية، وأن رمضان يظل دائمًا شهرًا يفيض بالخير والعمل الإنساني الذي يتجاوز الحدود ليصل إلى من هم في أمسّ الحاجة للدعم.