في إطار التزامها بتطوير المهارات المستقبلية للقوى العاملة، نظمت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي محاضرة بعنوان “رفع وإعادة تشكيل مهارات القوى العاملة في عصر الذكاء الاصطناعي”، قدمها سعادة الدكتور سعيد خلفان الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في الجامعة.
استعرض الدكتور الظاهري خلال المحاضرة التحولات الكبرى التي يشهدها سوق العمل نتيجة التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي. متطرقاً في حديثه إلى مواضيع متنوعة منها: الاستخدامات المتنوعة لتقنية الذكاء الاصطناعي على المستويين الفردي والجماعي ، وإمكاناته الهائلة في معالجة وتحليل البيانات وحل المشكلات في سرعات تفوق قدرة البشر .
وأكد الظاهري أن الاتجاه العالمي الحالي يحرص على استقطاب ذوي الرخص في استخدام مثل هذه التقنيات وإعادة تشكيلها، إذ برزت أهمية رفع مهارات القوى العاملة الحالية لاتقان مثل هذه المهارات المتطورة من خلال التدريب المستمر، مشيراً إلى أن المستقبل سيتطلب التحديث الدائم لهذه المهارات لتقادمها مع الوقت، سعياً لمواكبة مستجدات وتطورات العصر المتلاحقة.
كما أكد أن هذه التغييرات لا تعني فقدان الوظائف، بل تتطلب الحرفية في اتقان المهارات الأكثر تحديثاً، مع ضرورة تحري الدقة في مخرجات هذه التقنية، والتأكد من صحتها، كما يمكن اعتباره أداة مكملة للذكاء البشري، وليس بديلاً عنه. إذ أن تكامل الذكاء الاصطناعي مع التفكير البشري يمكن أن يؤدي إلى تحسين الأداء والإنتاجية في مختلف القطاعات.
واختتمت المحاضرة بالتوصيات والسياسات المقترحة بهذا المجال ومنها التطوير الدائم للاستراتيجيات الحكومية والتحفير للتعلم المستمر ، مع ضرورة تحديد الفجوات والصعوبات المواجهة في هذا المجال، و زيادة الموازنات للتدريب على هذه التقنيات ، وضرورة إنشاء المراكز المخصصة بأنظمة الذكاء الاصطناعي .
مؤكداً في ختام حديثه بأنه وبالرغم من القدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي في معالجة كميات هائلة من البيانات واتخاذ قرارات دقيقة بناءً على تلك البيانات، إلا أنه يفتقر إلى القدرة على التعاطف، التفكير النقدي العميق، والابتكار الإبداعي غير المتوقع الذي يتميز به العقل البشري