أكد الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن العمل يوم الجمعة مباح شرعاً، باستثناء فترة الصلاة من وقت النداء الثاني، حيث يجب ترك كل شغل والاشتغال والسعي لسماع الخطبة وأداء الصلاة في الجامع، موضحاً أن تعديل العطلة الأسبوعية مرتبط «بما تراه القيادة الرشيدة من المصلحة العامة المتعلقة بالنظام العالمي في التواصل المصرفي والتجاري والسياسي وغير ذلك».
وأضاف لـ«البيان»: مسألة تحديد أوقات الدوام والعطلة موكولة لولي الأمر الذي يرى من المصلحة العامة في ضوء سعة الشريعة وسماحتها ما لا يراه آحاد الناس.
وأوضح أن من إيجابيات العمل في يوم الجمعة أنه يحمل الناس على أداء هذه الفريضة العظيمة، "حيث لا ينشغل الناس بأسفار مرخصة لترك الجمعة، أو تكاسل بسبب السهر، فكان هذا من الرشاد والسداد."
وتفصيلاً، قال الدكتور الحداد: ديننا الإسلامي وشريعتنا السمحة تدعوان للعمل الدؤوب لما يصلح الدين والدنيا، ففي الذكر الحكيم يقول ربنا جل شأنه {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، والأمر بالعمل يشمل عمل الآخرة وعمل الدنيا إذا أريد به صلاحها وإعفاف النفس ومن تلزم إعالته؛ لأن ذلك مما يجب على المرء فعله، والواجب بقصد الطاعة يثاب فاعله عليه، ولذلك نجد ربنا سبحانه حينما أمرنا بالسعي لتلبية نداء يوم الجمعة قال سبحانه: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} أي أنهم كانوا يتبايعون ويعملون ويزرعون ويعمرون الدنيا؛ فإذا ما سمعوا نادي الله تعالى لبوه خفافاً.
وأضاف: الآية السابقة فيها صراحة ودلالة على أن العمل يوم الجمعة هو من هدي الإسلام، ولذلك لم يختلف أهل العلم على جوازه سائر اليوم عدى وقت النداء الثاني فيجب ترك كل شغل والاشتغال بوظيفة الجمعة، وهي السعي لسماع الخطبة وأداء الصلاة، حيث لا تصح الجمعة إلا في مسجد جامع، ولم يزل عمل المسلمين في كل بلد على هذا النحو حتى أنهم في كثير من البلدان لديهم أسواقٌ تسمى «سوق الجمعة» من غير نكير من أهل العلم ولا عامة الناس.